للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة بجماعة من أهلها إلى خيف بنى شديد؛ ليقطعوا بها نخيلا للأشراف؛ ففعل. ثم أشير عليه بالإعراض عن ذلك فترك، وانتهى إلى بئر شميس (١)، وأقام بها عشرة أيام، ثم دخل مكة يوم السبت رابع عشرى ربيع الآخر؛ فلبس الخلعة، وقرئ عهده بالولاية، وطاف بالبيت. وأقام بمكة إلى أثناء ليلة الأحد، وخرج ومن معه إلى بئر شميس، ثم انتقل منها فى النصف الثانى من جمادى الآخرة إلى العدّ، وكان الأشراف قد أقاموا به نحو خمسة وعشرين يوما بمعاونة الحميضات، ثم رحلوا منه إلى جهة اليمن. وأمر فى النصف الثانى من رجب بقطع [نخيل] (٢) الفائجة (٣) بخيف بنى شديد والبريقة (٤)؛ وكلاهما لبعض الأشراف.

وكانوا قد اجتمعوا بدريب بن أحمد بن عيسى صاحب حلى، وخوّفهم من السيد حسن فى مرورهم عليه إلى وادى مرّ، فذكروا له أنه لا قدرة له عليهم، ووقع كلامه فى قلوبهم؛ لأنهم لما قربوا من الموضع الذى فيه السيد حسن مقيم أرسلوا يطلبون الجيرة من بعض أصحابه فى حال مرورهم، وأوهموا رسولهم أنهم لا يمرون حتى يعود عليهم بالخبر، وقصدوا بذلك أن يتثبط عنهم أصحاب السيد حسن.


(١) بئر شميس: المعروف حاليا بالشميسى وقديما بالحديبية.
(٢) إضافة عن العقد الثمين ٨٩:٤.
(٣) الفائجة: عين شمال شرقى خيف بنى شديد بوادى مر، وقد اندثرت.
(٤) البريقة: كذا بالأصول ولعلها البرقة، وهى عين تقع جنوب خيف بنى شديد وشرق أبى عروة.