للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة أربع وستين ومائة»

فيها كان أمير الحرمين والطائف جعفر بن سليمان بن على عبد الله بن عباس (١).

وفيها حج بالناس أمير المؤمنين المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور، فلما رأى زيادته الأولى فى المسجد الحرام وقد اتسع المسجد من أعلاه وأسفله وشقه الذى يلى دار الندوة الشامى، وضاق شقه اليمانى الذى يلى الوادى والصفا، وكانت الكعبة فى شق المسجد غير متوسطة فيه، فقال: ما ينبغى أن يكون بيت الله هكذا، وأحب أن تكون الكعبة متوسطة فى المسجد. وذلك أن الوادى كان داخلا لا صقا بالمسجد فى بطن المسجد اليوم، وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه فى موضع الوادى اليوم، إنما كان موضعه دور الناس، وإنما كان يسلك من المسجد إلى الصفا فى بطن الوادى، ثم يسلك فى زقاق ضيّق حتى يخرج إلى الصفا من التفاف (٢) البيوت فيما بين الوادى والصفا (٣)، وكان المسعى فى بطن المسجد الحرام اليوم، وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم؛ عند موضع المنارة الشارعة فى نحر الوادى فيها علم المسعى، وكان الوادى يمر دونها فى موضع المسجد الحرام. فدعا المهدى المهندسين


(١) تاريخ الطبرى ٩:٣٤٦، والكامل لابن الأثير ٦:٢٣.
(٢) فى الأصول «التفات» والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ٢:٧٩.
(٣) كذا فى م والمرجع السابق. وفى ت «إلى الصفا».