للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وماذا تعرض؟ قال: أعرض أن أعطى دية من أصيب. قالوا: ومن أنت؟ قال: أنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. قالوا: قد قبلنا.

واصطلح الناس، ورضوا بما قال عتبة، وأعطوهم أربعين رجلا من فتيان قريش-وكنت فيهم-فلما أن رأت بنو عامر أن الرّهن قد صار فى أيديهم رغبوا فى العفو فأطلقوهم (١).

***

«السنة الخامسة عشرة من مولد النبى »

فيها خرج النبى إلى سوق عكاظ. وسمع خطبة قسّ بن ساعدة الإيادى. قال عبد الله بن عباس: قدم وفد إياد على رسول الله ، فسألهم عن قسّ بن ساعدة الإيادى، فقالوا: هلك يا رسول الله. فقال رسول الله : لقد شهدته فى الموسم بعكاظ وهو على جمل له أحمر-أو على ناقة حمراء-وهو ينادى فى الناس:

أيها الناس اجتمعوا واسمعوا، وعوا واتّعظوا تنتفعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. أما بعد فإن فى السماء لخبرا، وإن فى الأرض لعبرا، نجوم تمور-ويقال: نجوم تغور-ولا تفور، وبحار تفور ولا تغور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، (٢) وأنهار فنبوع (٢)، أقسم قسّ قسما بالله-لا كذبا ولا آثما. ليتبعن هذا


(١) وانظر المرجعين السابقين.
(٢) فى الأصول «وأنهار منبوع» ولعل الصواب ما ذكرت، أو لعله «ونهر وينبوع، أو ونهر منبوع».