للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر (١) بأن بمكة المشرفة جملة من البدع، منها الأذان بحيّ على خير العمل، ومنها إمام زيدىّ بالمسجد الحرام، ومنها بعض الفجرة جاءوا إلى موضع عال من جدار الكعبة المقابل لباب البيت فسمّوه بالعروة الوثقى، وأوقعوا فى نفوس العامة أن من ناله بيده فقد استمسك بالعروة الوثقى. فكتب صاحب مصر صحبة أمير الركب يأمر الأشراف أبا الغيث وعطيفة أمراء مكة ألاّ يمكنوا من الأذان بحىّ على خير العمل، ولا يتقدم فى الحرم إمام زيدىّ، وألا يهبط الحاج حتى ينقضوا ما كان فى الكعبة مما سمّوه العروة الوثقى، ولا يمكّن أحد من مسّ المسمار الذى فى الكعبة الذى يقال له سرة الدنيا، وكان يحصل من التعلق بالعروة ومن التسلق إلى المسمار عدة مفاسد قبيحة، فترك ذلك كله. وقد تقدم فى السنة قبلها إزالة العروة (٢).

وفيها مات شمس الدين أبو عبد الله محمد بن غالب بن يونس ابن محمد بن غالب الأنصارى الأندلسى الجيانى فى أول المحرم (٣).

***

«سنة ثلاث وسبعمائة»

فيها لما قدم أمير الحاج فى السنة قبل هذه برلغى الأشرفى إلى


(١) هو الناصر محمد بن قلاوون، وانظر ترجمته وأخباره فى النجوم الزاهرة ٤١:٨ - ٥٤، ١١٥ - ٢٣١، و ج ٣:٩ - ٣٢٩.
(٢) درر الفرائد ٢٩١، والسلوك للمقريزى ٩٤٠:١/ ٣، ٩٤١.
(٣) العقد الثمين ٢٤٩:٢ برقم ٣٥٧، والدرر الكامنة ٢٥٠:٤ برقم ٤٢١٤.