للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاهرة شكا إلى السلطان من قلّة مهابة الشريفين أبى الغيث وعطيفة، وكثرة طمع العبيد فى المجاورين بمكة، فأفرج عن الشريفين حميضة ورميثة من السجن، وأحضرا إلى مجلس السلطان وخلع عليهما بكلفتات زركش (١)، فلم يلبسها حميضة إلا بعد التمنع والتهديد بالعود إلى الحبس، وأجلسا فوق جميع الأمراء، ونزلا إلى منازلهما، وحمل إليهما سائر ما يحتاجان إليه، وهاداهما الأمراء، وأجريت لهما الرواتب والجرايات والكسوات، وركبا مع السلطان فى الميدان، ولعب حميضة مع السلطان بالكرة (٢).

وفيها حج الأمير سلاّر نائب السلطنة بمصر، ومعه نحو ثلاثين أميرا، منهم سنقر الكمالى الحاجب، وعلم الدين سنجر الجاولى، وسنقر الأعسر (٣)، وكورى، وسودى، وبكتوت القرمانى، وبكتوت الشجاع، والطواشى شهاب الدين مرشد. وتأخر [الأمير


(١) كلفتات زركش: يستفاد من التعليقات على كتاب السلوك للمقريزى ١/ ٢ ٤٩٣ أن لفظ كلوتة ولفظ كلفتة أو كلفتاة يدل على نوع من غطاء الرأس وكانت الكلفتة تلبس وحدها أو بعمامة، وقد استحدث سلاطين الأيوبيين لبس الكلوتات الجوخ الصفراء على رءوسهم بغير عمائم، فلما ولى السلطان المنصور قلاوون سلطنة مصر أضاف لبس الشاش على الكلوتات الجوخ الصفراء، وفى عهد ابنه الأشرف خليل استحدث الكلوتات الزركش للأمراء، وتركت الكلوتات الجوخ الصفراء لمن دونهم، فلما ملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون استجد العمائم الناصرية الصغار.
(٢) السلوك للمقريزى ٩٤٨:١/ ٣، ٩٤٩، ودرر الفرائد ٢٩١.
(٣) فى ت «سنجر الأغرش» وفى م «سنقر الأغرش» والمثبت من السلوك للمقريزى ٩٥٤:١/ ٣.