للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة خمس وسبعين» (١)

فيها حج بالناس عبد الملك بن مروان، وطاف وهو متكئ على كتف بعض أصحابه، وأرسل إلى أكبر شيخ يعلمه من خزاعة، وشيخ من قريش، وشيخ من بنى بكر، وأمرهم بتجديد أنصاب الحرم (٢). وعزل الحجاج عن الحجاز، وأمّره على العراق (٣).

ولما انصرف عبد الملك من الحج رافقه الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن مخزوم إلى دمشق، وكان الحارث هذا مروانيا، وكانت بنو مخزوم كلهم زبيريه، فلما دخل الشام ظهر للحارث من عبد الملك جفوة، وأقام ببابه شهرا لا يصل إليه؛ فانصرف عنه وقال فيه:-

صحبتك إذ عينى عليها غشاوة … فلما انجلت قطّعت نفسى ألومها

عطفت عليك النفس حتى كأنما … بكفّيك بؤسى أو لديك نعيمها

كأنى وإن أقصيتنى من ضراعة … ولا افتقرت نفسى إلى من يضيمها (٤)


(١) فى ت «أربع وسبعين» والمثبت عن م ويتفق مع ما فى المراجع.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢:١٣٠، ودرر الفرائد ٢٠١.
(٣) تاريخ الطبرى ٧:٢١٠، والكامل لابن الأثير ٤:١٥٥،١٥٦، ومرآة الجنان ١:١٥٦.
(٤) العقد الثمين ٤:٩ والهامش.