للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فساروا من عندهم، فبينما هم سائرون إذ طلع عليهم الإسماعيلية فقاتلهم الحجاج قتالا شديدا، وصبروا صبرا عظيما، فقتل أميرهم؛ فخذلوا وألقوا بأيديهم، واستسلموا، وطلبوا الأمان، وألقوا أسلحتهم مستأمنين، فأخذهم الإسماعيلية وقتلوهم قتلا ذريعا، ولم يبقوا منهم إلا شرذمة يسيرة، وقتل فيهم من الأئمة الأعلام والزهاد والصلحاء جمع كثير، فكانت مصيبة عظيمة عمت بلاد الإسلام وخصّت خراسان، ولم يبق بلد إلا وفيه مأتم، فلما كان الغد طاف شيخ إسماعيلى فى القتلى والجرحى ينادى: يا مسلمون يا حجاج ذهبت الملاحدة فأبشروا، وأنا رجل مسلم، فمن أراد الماء سقيته. فمن كلمه قتله وأجهز عليه، فهلكوا أجمعون إلا من ولّى هاربا، وقليل ماهم (١).

***

«سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة»

فيها حج أبو الفرج بن الجوزى، ووعظ بالمسجد الحرام مرتين، وفى المدينة الشريفة، وقال فى كتابه صيد الخاطر: فصل:

حججت إلى بيت الله الحرام، فدخل إلى قلبى من هيبة (٢) المكان


(٥) -والبحر وبلاد الديلم والجيل، ابتدأ فتح المسلمين لها فى خلافة عثمان سنة ٢٩ هـ، واستتم فتحها فى خلافة المنصور العباسى والمهدى (معجم البلدان لياقوت).
(١) الكامل لابن الأثير ١١:٩١، والبداية والنهاية ١٢:٢٣٦، ومرآة الجنان ٣:٢٩٩.
(٢) كذا فى م ودرر الفرائد ٦٩٩. وفى ت «رهبة».