للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة اثنتى عشرة وثمانمائة»

فيها وصل الخبر إلى مكة بأن صاحب اليمن أمر بحبس الجلاب عن مكة؛ غضبا على السيد حسن، بسبب ما أخذ من سفيره العفيف عبد الله الهبّى. فشقّ ذلك على السيد حسن، فأغراه الحراشى بغزو اليمن، وقال له: أنا أقوم بجهازك، وأجمع لك الرجال من اليمن. فتحرّك/ لذلك، ثم أشير عليه بالملاطفة فمال إليها، وبعث الشبيكى (١) إلى اليمن رسولا يعتذر ويلتزم عنه بما يطيب الخاطر وهدية للتّرك، فقبل ذلك السلطان؛ وأذن للناس فى السفر، فقدموا ولكن دون العادة.

وفيها - فى أثناء العشر الأوسط من شعبان قبيل نصفه - وصل توقيع وخلعة للقاضى جمال الدين بن ظهيرة بولايته للقضاء والخطابة والحسبة؛ فباشر ذلك (٢). واستناب قريبه القاضى أبا البركات، فلما كان فى الموسم حصل بين القاضى جمال الدين والقاضى أبى البركات كدر؛ لأن أبا المكارم بن أبى البركات سعى لنفسه فى النيابة عن القاضى جمال الدين بن ظهيرة فى جميع وظائفه، ولأبيه فى نيابة الحكم ونظر الأوقاف بمكة، وتخيّل القاضى أبو البركات أن القاضى جمال الدين لا يعينه على قصده، فنافره وانقطع عنه، ولكنه باشر الحكم والحسبة (٣).


(١) فى الأصول «السبكى» والمثبت عن العقد الثمين ١٠٧:٤.
(٢) العقد الثمين ٥٧:٢.
(٣) العقد الثمين ٨٨:٢.