فيها - أو في آخر التي قبلها - أيضا كاتب صاحب مكة السيد محمد بن بركات السلطان صاحب مصر والأمير الدوادار جاني بك مشد جدة في أمر الشهاب بديد بن شكر الحسني أن يدخل مكة، وأن يرضى عليه، وتكررت الكتب والقصاد بذلك، وكل ذلك وهم يسوفون له في الجواب؛ فأرسل قاصدا بهذا السبب إلى الأمير جاني بك واستأمنه في ذلك ووعده بمال يقال إنه ستة آلاف دينار ذهبا، وتوجه القاصد في سابع عشرى ربيع من مكة المشرفة.
فلما كان في يوم الجمعة عشرى جمادى الآخرة، وصل قراجا مملوك الدوادار جاني بك مشد جدة نائبا عن أستاذه بجدة إلى جدة.
ثم قدم إلى مكة في ليلة الاثنين ثالث عشرى الشهر وأخبر برضى السلطان والأمير الدوادار عن الشهاب بديد، وأن قاصد الشريف يصل عقبه بجواب لسيده، وقرئ في يوم الثلاثاء مرسوم يتعلق بقراجا في أمر جده بحضرة القضاة والأمير الراكز قجماس (١)، ووصل معه خلعة للقاضي الشافعي وخلعة للقاضي المالكي بإبقائهما فلبساهما.
(١) لقد مضي في أحداث سنة ٨٦٦ هـ أن قجماس قد عزل عن إمرة الراكزين بطوغان شيخ، ثم توفى في رجب من نفس السنة.