للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان في صبح يوم الثلاثاء خامس عشر رجب وصل قاصد الشريف صحبة قاضى جدة كمال الدين أبي البركات محمد بن علي بن ظهيرة وأخبر بأن السلطان أجاب الشريف لمراده وأنه قد رضى على الشهاب بديد. ووجدا السيد محمد بن بركات قد توجه نحو الشرق قبلها في ليلة الاثنين رابع عشر الشهر، فتوجها إليه في ليلة الأربعاء سادس عشر الشهر، فأدركاه في طريق الطائف بمكان يقال له السيل (١) في يوم الخميس، فأخبراه أن السلطان أجابه إلى مراده، فتوجه السيد محمد بن بركات نحو الشرق وتوجه القاصد والقاضي إلى الطائف، فزارا حبر الأمة عبد الله بن عباس وأرسل السيد محمد بن بركات قاصدا إلى الشهاب بديد يخبره بذلك، ويأمره بالقدوم إلى مكة المشرفة (٢)، ثم يتوجه إليه فوصل القاصد إلى مكة في يوم الجمعة ثامن عشر الشهر، وتوجه نحو الشهاب بديد وكان مقيما بناحية اليمن، ثم إن القاصد والقاضي قدما إلى مكة المشرفة في يوم الأربعاء ثالث عشرى الشهر.

فلما كان في صبح يوم الخميس ثامن شعبان وصل قاصد من جهة الشهاب بديد وأخبر بوصول الشهاب بديد في عصر يومه فزينت أبواب دور ملاصقة لباب داره، وخرج الناس للتفرج عليه أفواجا أفواجا. فلما كان بعد صلاة المغرب من ليلة الجمعة قدم الشهاب


(١) السيل: بلدة بين نخلة الشامية ونخلة اليمانية، على طريق مكة الطائف وهي ميقات أهل نجد - قرن المنازل - (معجم معالم الحجاز).
(٢) الدر الكمين.