للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ثلاث وتسعين وستمائة»

فيها عزم الشريف أبو نمى أن يتقدم إلى مصر حتى يلقى الأشرف؛ لأنه حلف على ذلك، فلما وصل ينبع دخل عليه راجح ابن إدريس فأعاد عليه ينبع، ثم وصل العلم من مصر أن الأشرف قتل، فرجع من ينبع (١).

وفيها غلا الملح فى مكة، وصار ربع بستة دراهم، وكل مدّ بستة دنانير، وغلت (٢) المياه فى شعبان ورمضان، ووصل حاج اليمن مع الفقيه ابن عجيل فى خلق كثير؛ فبلغت الراوية أربعة دنانير، واستسقى الناس من عرفة والقصر (٣)، ثم رحم الله الناس بالمطر والسيول وامتلأت بركة السلم (٤)، وبركة بسوق الليل (٥). وكان حاج مصر قليلا وكان مقدمهم مملوك من الخاصكية (٦)، وكان أمير الحاج


(١) العقد الثمين ٤٦٤:١، والسلوك للمقريزى ٨٠٣:١/ ٣، ٨٠٤، ودرر الفرائد ٢٨٨.
(٢) فى الأصول «وقلت» والمثبت عن السلوك للمقريزى ٨٠٤:١/ ٣.
(٣) لعل المراد بالقصر هنا هو قصر العابدية، فعنده عيون ويقع غربى عرفة وله ذكر فى الأشعار العربية القديمة.
(٤) «بركة السلم» كذا فى ت وهى بحرم مكة مما يلى منى وعرفة. (شفاء الغرام ٣٤٠:١). وفى م «بركة المسلمان».
(٥) وفى شفاء الغرام ٣٤٠:١ «وفيها بركتان عند مولد النبى بسوق الليل تنسبان للمسلمانى على ما بلغنى».
(٦) الخاصكية: هم المماليك الذين يختارهم السلطان من الأجلاب الذين دخلوا خدمته صغارا، ويجعل منهم حرسه الخاص، ويكلفهم بالمهام الشريفة، ويدخلون عليه فى خلواته ويتميزون عن غيرهم فى الخدمة بحملهم السيوف. (النجوم الزاهرة ١:١٤ هامش ٤)