للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ثلاث وثمانين وستمائة»

فيها كانت فتنة بين أبى نمى وبين قتادة، وكان يؤخذ من الحاج اليمنى على كل جمل مبلغ ثلاثين درهما، ومن حاج مصر على الجمل مبلغ خمسين درهما - مع كثرة النهب والعسف فى جبايته (١) - فأزاله الظاهر بيبرس حتى صار يؤخذ من حاج مصر مبلغ ثلاثين درهما على كل جمل. فجرد المظفر صاحب اليمن [إلى مكة] (٢) عسكرا عليه أسد الدين جغريل فملكها بعد حرب؛ فجمع قتادة وأبو نمى العرب لحربه، فوقع الاتفاق بينهما أن تكون مكة نصفين، ثم اختلفا بعد مدة، وانفرد أبو نمى وحده، وأخرج عسكر اليمن. واشتد على الحاج فى الجباية؛ فرسم السلطان بسفر ثلاثمائة فارس صحبة أمير الحاج علم الدين سنجر الباشقردى، وأنفق فى كل فارس ثلاثمائة درهم، وكتب بخروج مائتى فارس من الشام: فتوجهوا صحبة الحاج، وكان أمير حاجهم الأمير عز الدين يوسف بن عز الدين القيمرى، فوقع كلام بين الشريف أبى نمى وبين أمير الحاج المصرى علم الدين الباشقردى؛ فغلّق الشريف أبو نمى أبواب مكة، وصدّ الحاج عن دخول مكة، فنقب الحجاج السور وأحرقوا باب المعلاة، ودخلوا مكة هجما بعد فرار أبى نمى وجمعه منها. وكان ذلك فى يوم التروية، ثم وقع الصلح بين الفريقين على يد الصاحب بدر الدين السنجارى.

وكانت الوقفة الجمعة، وكان الحاج كثيرا، ووقع الغلاء بمكة.


(١) فى ت «فى أخذه» والمثبت من م.
(٢) إضافة يقتضيها السياق.