للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعترض الحاج الأصيفر محمد بن حنين بن حماد، ودفع القرمطىّ عن طريق مكة، وطلب من الحاج ما كان يأخذه القرمطىّ، فاستنظره أحمد بن محمد بن عبيد الله العلوى إلى حين عود الحاج من مكة، فانصرف وعاد فنزل الثعلبية (١) إلى أن وافى الحاج فاستوفى منهم المال، وزال أمر القرامطة، وكان لهم (٢) ثلاث وخمسون سنة من مقاطعتهم على أمر الحاج فى أيّام الراضى.

***

«سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة»

فيها جلّ قدر أبى الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى الحسنى، وكتب إليه القادر بن إسحاق بن المقتدر-وقد بويع له بعد الطائع فى هذه السنة على يد بهاء الدولة ابن شرف الدوله بن عضد الدولة-ورغّبه فى الطّاعة، ووعده باتصال (٣) الإمارة فى بيته؛ فأنفذ كتبه إلى العزيز، فأرسل له بمال وخلع، فقسمها فى قومه وكسا الكعبة بالخلعة البيضاء، وتوالى الحاج من مصر وانقطع ركب العراق.


(١) الثعلبية: من منازل الحج بطريق مكة بعد الشقوق وقبل الخزيمية، وهى على ثلثى الطريق (معجم البلدان لياقوت).
(٢) فى الأصول منهم، وفى درر الفرائد ٢٤٧ «وكانت مدتهم ثلاثا وخمسين سنة».
(٣) فى ت «باتصاله بالإمارة» وفى م «باتصاله الإمارة» وفى درر الفرائد ٢٤٧ «بإيصال الإمارة فى بنيه».