للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ثلاث عشرة وستمائة»

فيها - فى جمادى الأولى - صعد الشريف قتادة صاحب مكة للطائف لحرب ثقيف، /فظهر قتادة على ثقيف؛ فقتل جماعة من مشايخ ثقيف بدار بنى (١) يسار من قرى الطائف، ونهب الجيش البلاد، ففقد كتاب النبّى (٢) لأهل الطائف، وكان عند شيخهم حمدان الثقفى العوفى. وفرّ من ثقيف طائفة، وتحصنوا فى حصونهم، فأرسل إليهم قتادة يستدعيهم للحضور إليه ويؤمنهم، وتوعّدهم بالقتل إن لم يحضروا، فتشاورت ثقيف فى ذلك، ومال أكثرهم إلى الحضور عنده خيفة أن يهلكهم إذا ظهر عليهم، فحضروا عند قتادة فقتلهم، واستخلف على بلادهم نوابا من قبله وعضّدهم بعبيد له؛ فلم يبق لأهل الطائف معهم كلمة ولا حرمة، فعمل أهل الطائف حيلة فى قتل جماعة قتادة؛ وهى أنهم يدفنون سيوفهم فى مجالسهم التى جرت عادتهم بالجلوس فيها مع أصحاب قتادة، ويستدعون أصحاب قتادة للحضور إليهم، فإذا حضروا إليهم وثب كل واحد من أهل الطائف بسيفه المدفون على جليسه فقتله به.

فلما فعلوا ذلك استدعوا أصحاب قتادة إلى الموضع الذى دفنوا فيه سيوفهم وأوهموهم أن استدعاءهم لهم بسبب كتاب ورد عليهم من


(١) كذا فى م، والعقد الثمين ٤٦:٧. وفى ت «ابن»، وقد ورد فى هامش الأصول أمام هذا الخبر «أخذ قتادة لثقيف».
(٢) والكتاب المقصود هنا هو الذى كتبه النبى لوفد ثقيف الذى قدم عليه سنة تسع بعد غزوة تبوك، وانظره فى شرح المواهب ٨:٤ - ١٠.