للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة إحدى وتسعين وسبعمائة»

فيها لما زالت دولة الظاهر. وصار الأمر لمن كان قبله؛ وهو الصالح حاجى بن الأشرف شعبان، ولمدبّر دولته الأمير يلبغا الناصرى سعى للشريف عنان عنده فى عوده لولاية مكة، فأجيب لقصده، ووعد بإلباسه الخلعة فى يوم عيّنه، وذلك بعد أن أرسل إلى السيد على ابن عجلان خلعة وكتابا يتضمن استمراره، فلم يتم لعنان أمر؛ لأن فى ذلك اليوم الذى وعده ثار على الناصرى أمير يقال له تمربغا الأفضلى ويلقب منطاش، وما كان غير قليل حتى قبض على الناصرى ونحو أربعين أميرا من أصحابه. وبعد قيام منطاش بقليل قدم إلى مصر محمد بن عجلان؛ فسعى عند منطاش فى حبس عنان؛ فأجيب وحبس عنان مع بعض مماليك الظاهر فى تاسع رمضان، ثم خلصوا هم وعنان، وصفة خلاصهم: أنهم نقبوا [نقبا] (١) من الموضع الذى كانوا مسجونين فيه من القلعة؛ فوجدوا فيه سربا، فمشوا فيه حتى انتهوا إلى موضع آخر فنقبوه؛ فخرجوا منه إلى محل سكن نائب القلعة، فصاحوا على من بها - وهم غافلون ليلا - فأدهشوهم، وكانوا فى قلة لخروج منطاش وغالب العسكر إلى الشام لقتال الظاهر؛ فإنه ظهر بالشام، واجتمع إليه ناس كثير، والتقى بشقحب (٢) مع


(١) إضافة عن العقد الثمين ٤٣٧:٦.
(٢) شقحب: ويقال تل شقحب، وهى قرية فى الشمال الغربى من غباغب من ضواحى دمشق، وقد انتصر فيها جيش العرب على التتار فى الثانى من رمضان سنة ٦٩٨ هـ (هامش النجوم الزاهرة ١٦٩:٨، ٣٧٢:١٤).