فيها توجه السيد عجلان إلى نخلة بعد أن كان فى أول السنة بالواديين، وأخذ منها المال الذى نهبه وقصد الجديد وفرق المال، وأقام بالجديد إلى آخر السنة. فلما أن قرب وصول الحاج وسمع بأن البلاد لأخيه ثقبة وليس له فيها أمر ارتحل إلى الحردة، ثم بعث إليه أمير الحاج المصرى الأمير زين الدين عمر شاه الحاجب بأمان، وأمره أن يصل إليه ويصلح بينه وبين أخيه؛ فتوجه عجلان - وثقبة بالجموم من وادى مرّ - وخلع أمير الركب على عجلان وسار معه إلى مكة (١).
وقيل إن السلطان ومدبرى دولته أسرّوا إلى أمير الحاج ومن صحبته من الأمراء أن يقبضوا على ثقبة ويقرّوا الأمير عجلان بمفرده على إمارة مكة. فلما قدم الحاج بطن مرّ ومضى عجلان إلى لقائهم شكا إلى الأمراء من أخيه ثقبة، وذكر ما فعله معه وبكى؛ فطمأنوا قلبه، وساروا به معهم حتى لقيهم الشريف ثقبة ومعه أخواه سند ومغامس وابن عمهم محمد بن عطيفة، وقوادهم وعبيدهم بالزاهر - على جارى العادة، لتلقى الأمير وخدمة المحمل - فألبسوه خلعته على العادة ومضوا حافّين به نحو مكة، وهم يحادثونه فى الصلح بينه وبين أخيه عجلان، ويحسّنون له ذلك فأبى إلا أن يكون السلطان رسم بذلك، وصمّم على ذلك، فلما أيسوا منه مدّ الأمير كشلى يده إلى سيفه وقبض عليه، وأشار إلى من معه فألقوه عن فرسه وأخذوه ومن