للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه من إخوته وابن عمهم وكبّلوهم بالحديد، ودخلوا بهم مكة محتاطين عليهم، ففر القواد والعبيد. وأحضروا عجلان وألبس التشريف وعبروا به إلى مكة، فلم يختلف عليهم اثنان. وسلّم ثقبة للأمير أحمد بن آل ملك؛ فسرّ الناس بذلك، وذهب أمير الركب بالأشراف إلى مصر تحت الحوطة، فقدم بهم إلى القاهرة فى ثامن عشر المحرم، ولم يتفق مثل هذا فيما سلف. وهلك جماعة من المشاة، واعتقل الأشراف بالقاهرة بالحبس، ودام عجلان على ولاية مكة بمفرده، وكثر جلب الغلال وغيرها فانحط السعر عشرين درهما الإردب (١).

وفيها حج الخليفة المعتضد بالله أبو بكر، وقاضى القضاة عز الدين بن جماعة، والشيخ شهاب الدين بن عقيل، ومن الأمراء الأمير سيف الدين كشلى، وسيف الدين بزلار، وسيف الدين طقطاي، وشهاب الدين أحمد بن آل ملك، وناصر الدين [محمد] ابن بكتمر الساقى، وركن الدين عمر بن طقزدمر (٢).

وفيها قبض على إمام الزيدية أبى القاسم محمد بن أحمد اليمنى، وكان يصلى فى الحرم بطائفته ويتجاهر، ونصب له منبرا فى الحرم، يخطب عليه يوم العيد وغيره بمذهبه، وضرب بالمقارع ضربا مبرحا ليرجع عن مذهبه فلم يرجع، وسجن ففرّ إلى وادى نخلة (٣).


(١) السلوك للمقريزى ٩٠٣:٢/ ٣، ٩٠٤، ٩٠٧. وانظر العقد الثمين ٦٤:٦.
(٢) السلوك للمقريزى ٩٠٣:٢/ ٣ والإضافة عنه.
(٣) السلوك للمقريزى ٩٠٤:٢/ ٣، ودرر الفرائد ٣٠٩.