للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان الليل مرّوا - وأصحاب السيد حسن لا يشعرون - حتى انتهوا إلى الوادى، وتأثر لذلك السيد حسن وأصحابه، وتحركوا للأخذ بثأر على بن عجلان؛ وكان محمد بن محمود ممن انتصب لذلك؛ لحسن سياسته، فتكلم مع القواد فى ذلك، فأجابوه لما طلب؛ لظنهم أنه لا يتم ذلك، /على عادة بنى حسن فى التثبيط عن القتال بالجيرة فى كل يوم. فيملّ الطالب للقتال ويصالح المطلوب، فجاء القدر بخلاف ذلك. ثم إن السيد حسنا وجماعته - وكانوا ألف رجل ومائتى رجل من الترك والعبيد والمولدين وأهل مكة والأعراب - توجهوا إلى الملاوى (١) فالتقى الفريقان بمكان يقال له الزبّارة بوادى مرّ قريبا من أبى عروة فى يوم الثلاثاء خامس عشر شوال، وبادر الأشراف إلى الحرب لاستخفافهم بالقواد وكانوا عرفوا بمكان القواد العمرة فحملوا عليهم حملة منكرة زالت بها القواد عن أماكنهم وكادوا ينهزمون؛ فعطف الحميضات والسيد حسن - وكان فى القلب - ومن جمع لهذه الحرب على الأشراف فانكسروا، وقتل من الأشراف سبعة وهم الشريف أحمد ابن حازم بن عبد الكريم بن أبى نمى، وأخوه سعيد (٢)؛ اصطدما وهما راكبان فسقطا إلى الأرض فقتلا، وأحمد بن عاطف بن أبى دعيج ابن أبى نمى (٣)، والشريف أحمد بن حمزة بن راجح بن أبى نمى، بعد


(١) المراد أنه أخذ طريق الملاوى الذى يخرجه على أذاخر منطبقا إلى وادى مرّ، ولم يأخذ الطريق المعتادة.
(٢) كذا فى الأصول. وفى العقد الثمين ٢٦:٣ «أبو سعد».
(٣) العقد الثمين ٥٤:٣.