وأمَا رواية الحكم المرسلة فقال ابن أبي شيبة: حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث ساعيًا على الصدقة فأتى العباس يستسلفه فقال له العبّاس: إنّي أسلفت صدقة مالي سنتين فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: صدق عمّي". وقال أبو عبيد في الأموال وابن سعد في الطبقات كلاهما: ثنا يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر على الصدقة فأتى العباس يسأله صدقة ماله فقال: قد عجّلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقةَ سنتين فرفعه عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: صدق عمي قد تعجلنا منه صدقة سنتين". وقال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين ثنا أبو إسرائيل عن الحكم به نحوه، بل مثله. وقد روي الحديث عن علي من وجه آخر أخرجه البيهقي من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي بالقصة ثمّ قال: وفي هذا إرسال بين أبي البختري وعليّ - رضي الله عنه -. وقال الحافظ رجاله ثقات إلَّا أنَّ فيه انقطاعًا وفي الباب عن أبي رافع وابن مسعود ويزيد أبي خالد مرسلًا.
فحديث أبي رافع رواه الدارقطني والطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل المكي عن سليمان الأحول عن أبي رافع بالقصّة وفيه: "إن العباس أسلفنا صدقة العام عام الأول". وإِسماعيل المكيّ فيه مقال.