للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمير المسلمين، عظيم المنزلة، معتمدًا في العظائم أيام حياته.

وولي قضاء الجماعة بقرطبة سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ثمَّ استعفى منها سنة خمس عشرة أثر الهيج الذي كان بها من العامّة. وأعفى وزاد جلالة ومنزلة، وكان صاحب الصلاة أيضًا في المسجد الجامع، وإِليه كانت الرحلة للتفقه من أقطار الأندلس مدّة حياته.

كان قد تفقّه بأبي جعفر بن رزق وعليه اعتماده، وبنظرائه من فقهاء بلده. وسمع الجياني، وأبا عبد الله بن فرج، وأبا مروان بن سراج، وابن أبي العافية الجوهري، وأجاز له العذري.

وممن أخذ عن القاضي أبي الوليد المذكور رضي الله تعالى عنه: القاضي الجليل أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى. قال في "الغنية" له: (جالسته كثيرًا، وسألته، واستفدت منه).

توفي رحمه الله ليلة الأحد، ودفن عشية الحادي عشر لذي القعدة سنة عشرين وخمسمائة، ودفن بمقبرة العباس، وصلَّى عليه ابنه القاسم، وشهده جمع عظيم من الناس، وكان الثناء عليه حسنًا جميلًا.

[أولاده]

خلّف القاضي ابن رشد ولدًا طبيبًا عالمًا بصناعة الطب يقال له أبو محمَّد عبد الله. وخلّف أيضًا أولادًا اشتغلوا بالفقه، واسْتُخْدِمُوا في قضاء الكور (١).

وسمع منه العلم ابنه القاضي أحمد المتوفى سنة ٦٢٢ هـ (٢).


(١) ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص: ٥٣٢.
(٢) مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ص: ١٤٦ - ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>