ولما أمر والده الإخوان المتجردين بالزاوية الصديقية أن يحفظوا القرآن الكريم، كتب كتابًا في فضل القرآن الكريم وحفظه وتلاوته سماه "رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه" وهو أول ما صنف وكان دون العشرين.
وأثناء ذلك حبب الله تعالى إليه الحديث الشريف فأقبل على قراءته خاصة الأجزاء الحديثية وكتب التخريج والرجال.
[رحلته في طلب العلم]
وفي سنة ١٣٣٩ هـ وصل للقاهرة للدراسة على علماء الأزهر المعمور حسب توجيهات والده.
قرأ في القاهرة على شيوخ أجلّاء، منهم الشيخ محمَّد إِمام بن إِبراهيم السقّا الشافعي، قرأ عليه "الآجرومية" بشرح الكفراوي و"ابن عقيل" و "الأشموني على الألفية" و"السلم" بشرح الباجوري و"جوهرة التوحيد" و"شرح التحرير" لشيخ الإِسلام في الفقه الشافعي، وسمع عليه "مسند الشافعي" و"ثلاثيات البخاري"، و"الأدب المفرد" له و"مسلسل عاشوراء" بشرطه والمسلسل بالأولية وغير ذلك وكان يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه وشدة حرصه على التعليم ويقول له:
"لا بد وأن يكون والدك رجلًا صالحًا للغاية، وهذه بركته فإن الطلبة لا يصلون إلى حضور "الأشموني بحاشية الصبان" إلا بعد طلب النحو ست سنين وقراءة "الآجرومية" و"القطر" وغيرهما، وأنت ارتقيت إليه في مدة ثلاثة أشهر، وكان يذيع هذا بين العلماء.
وكان أحيانًا يقول له لما يرى حرصه على قراءة الكتب التي تدرس في أقرب وقت: "أنت تريد أن تشرب العلم".