التخريج (١) هو عزو الحديث إِلى مصدره، أو مصادره من كتب السنَّة المشرّفة، وتتبُّع طرقه وأسانيده، وحال رجاله، وبيان درجته قوة وضعفًا.
نشأ هذا الفن عندما استقرّ تدوين السُّنَّة النبوية في الجوامع، والمصنفات، والمسانيد، والسنن أو المعاجم، والصحاح، والفوائد، والأجزاء، وعندما ابتدأ علماء المسلمين بتصنيف علوم الشريعة الغراء، كالفقه وأصوله، والتفسير، وعلوم القرآن، والعقائد، واللغة، والزهد، وغيرها من العلوم.
استدلّ هؤلاء المصنّفون بأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسُنَّته الطاهرة باعتبارها ثاني مصدر تشريعي بعد كتاب الله الذي أمرنا عزَّ وعلا بالتمسك بها، فذكروها بأسانيدها ولم يعزوها إِلى مكانها من كتب السنة المعروفة والمشهورة، على طريقة المؤلفين القدامى في الاقتصار على الأسانيد والمتون، والبعض الآخر من
(١) من كلام الأستاذ صبحي البدري السامرائي في مقدمته لكتاب تخريج أحاديث مختصر المنهاج للحافظ العراقي، المنشور في مجلة البحث العلمي والتراث الإِسلامي الصادرة بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، العدد ٢، عام ١٣٩٩ هـ / ١٩٧٩ م، ص- ص: ٢٨٣ - ٢٨٧.