للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سيرته]

ولد بقرطبة سنة عشرين وخمسمائة، قبل وفاة القاضي جده أبي الوليد ابن رشد بشهر (١)، ونشأ بها، ودرس الفقه وبرع به، وسمع الحديث، وأتقن الطب، وأقبل على علم الكلام والفلسفة حتى صار يضرب به المثل فيها (٢).

ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالًا وعلمًا وفضلًا، فقد عني بالعلم من صغره إِلى كبره، حتى حكي أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلَّا ليلة وفاة أبيه، وليلة بنائه على أهله (٣) وقال عنه المنذري: (وبيته بيت العلم والرياسة) (٤).

وولي قضاء قرطبة بعد أبي محمَّد بن مغيث، وحمدت سيرته وعظم قدره (٥). وكان قد قضى مدة في إشبيلية قبل قرطبة، وكان مَكينًا عند المنصور، وجيهًا في دولته، وكذلك أيضًا كان ولده الناصر يحترمه كثيرًا، ولما كان المنصور بقرطبة وهو متوجّه إِلى غزو ألفونس الثاني ملك البرتغال وذلك في عام أحد وتسعين وخمسمائة استدعى أبا الوليد بن رشد، فلما حضر عنده احترمه كثيرًا، وقرّبه إِليه (٦).

[ثقافته ومكانته العلمية]

جمع ابن رشد كثيرًا من العلوم النقلية والعقلية، وبرع بها وقد وصفه النباهي في تاريخه فقال: (كان من أهل العلم والتفنن في المعارف) ويمكننا


(١) وقال المنذري في التكملة ١/ ٣٢٢: (ومولده سنة عشرين وخمسمائة قبل وفاة جدّه القاضي أبي الوليد بأشهر).
(٢) ابن العماد، شذرات الذهب ٤/ ٣٢٠، والصفدي، الوافي بالوفيات ٢/ ١١٤.
(٣) ابن فرحون، الديباج المذهب ص: ٢٨٤.
(٤) المنذري، التكملة لوفيات النقلة ١/ ٣٢٢.
(٥) الصفدي، الوافي بالوفيات ٢/ ١١٥.
(٦) ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء ص: ٥٣١ - ٥٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>