للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالأندلس مثله كمالًا وعلمًا وفضلًا) (١).

* العربية والأدب: وقد وصفه بالأديب معظم من ترجموا له وفي ذلك يقول الصفدي: (وقيل إنه حفظ ديوان أبي تمام والمتنبي، وكان يُفْزَعُ إِلى فُتْياهُ في الطبّ كما يُفْزَعُ إِلى فُتياه في الفقه، مع الحظ الوافر من العربية) (٢)، كما وصفه مخلوف بقوله: (الفقيه، الأديب، العالم الجليل) (٣).

وأخرج ابن سعيد المغربي في كتابه "المغرب" من شعر ابن رشد (٤):

ما العشقُ شأني ولكن لست أنكرُهُ ... كم حلَّ عُقْدَةَ سُلْوَاني تَذَكُّرُهُ

مَنْ لي بِغَضِّ جفوني عن مُخَبِّرَةِ الـ ... ـأجْفَانِ قد أظهرتْ ما لسْتُ أُضْمِرُهُ

لولا النُّهى لأطَعْتُ اللَّحْظَ ثانِيَةً ... فيمن يرُدُّ سَنَا الألْحَاظ مَنْظَرُهُ

مَا لابْنِ سِتّينَ قادَتْهُ لغايتهِ ... عَشْرِيَّةٌ فنأى عنه تَصَبُّرهُ

قد كان رَضْوى وقارًا فهو سافِيَةٌ ... الحسنُ يورده، والهون يُصدِرُهُ

* الطب: وكان إِمامًا مبرزًا فيه، وقد ترجم له ابن أبي أصيبعة (٥) في كتابه: "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" ترجمة طويلة استغرقت ثلاث صفحات ذكر فيها مكانته في الطب وإمامته فيه، يقول عنه: (وكان أيضًا متميّزًا في علم الطب) ويقول أيضًا: (وكان قد اشتغل بالتعاليم وبالطب على أبي جعفر بن هارون، ولازمه مدة، وأخذ عنه كثيرًا من العلوم الحكمية)، ويقول أيضًا: (وله في الطب كتاب "الكلّيات" وقد أجاد في تأليفه، وكان بينه وبين أبي مروان بن


(١) ابن فرحون، الديباج المذهب ص: ٢٨٤.
(٢) الصفدي، الوافي بالوفيات ٢/ ١١٥، وابن فرحون، الديباج المذهب ص: ٢٨٥.
(٣) مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ص: ١٤٦.
(٤) ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب ١/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٥) ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء ص: ٥٣٠ - ٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>