حديث أبي هريرة، وابن عباس فإنهما رويا إمامة جبريل من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وتعقبه ابن دقيق العيد في "الإِمام" فقال: (وهذا المرسل غير ضار، فَمِنْ أبعَدِ البُعْدِ أن يكون جابر سمعه من تابعي عن صحابي، وقد اشتهر أن مراسيل الصحابة مقبولة، وجهالة عينهم غير ضارة).
قلت: وهذا غريب منهما معًا، وغفلة عما في الأصول، ففي "سنن الترمذي" عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أمني جبريل، فذكر الحديث وهكذا في "سنن الدارقطني" و"مستدرك الحاكم" من رواية عبد الكريم عن عطاء عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، على أن قول ابن القطان وجابر لم يشاهد ذلك صبيحة الإسراء غفلة من جهة المعنى أيضًا، فإن جابرًا والصحابة الذين شاهدوا ذلك بمكة سواء في سماع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم لم يشاهدوا جبريل، وإنما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روى إمامة جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتعليمه الأوقات، عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وابن عمر، وأنس بن مالك، وأبو مسعود البدري، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن حزم، وقد عده الحافظ السيوطي متواترًا لأجل رواية هؤلاء ولا يخفى ما فيه.
* * *
٢١٦ - حديث:"إنما بَقَاؤُكُمْ فيما سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ العَصْرِ إلى غروب الشمس". الحديث.