للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الأثير رحمه اللَّه (١): "يُقال: تَضعَّفَتْهُ واسْتَضْعَفْتُه بمعنى، كما يقال: تَيَقَّنَ واسْتَيْقَنَ، يريد الذي يَتَضعَّفَهُ الناس ويَتَجَبَّرون عليه في الدُّنيا للفَقْر ورَثاثَةِ الحال" (٢).

وقال النووي رحمه اللَّه (٣): "كل ضَعِيف مُتَضَعِّف إنه الخَاضِع للَّه تعالى المُذِلّ نَفْسه له سبحانه وتعالى ضد المُتَجَبِّر المُسْتَكْبِر" (٤)، قال ابن حجر رحمه اللَّه: "وفي رواية الإسماعيلي: مستضعف، والمراد بالضعيف من نفسه كمال لتواضعه وضعف حاله في الدنيا، والمستضعف المحتقر لخموله في الدنيا" (٥).


(١) المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، أبو السعادات، مجد الدين، المحدث اللغوي الأصولي الشافعي، ولد سنة ٥٤٤ هـ، وانتقل إلى الموصل، مرض وبطلت حركة يديه ورجليه فمنعه مرضه من الكتابة ولازمه إلى أن توفي رحمه اللَّه سنة ٦٠٦ هـ، قيل: إن تصانيفه كلها ألفها زمن مرضه إملاءً على طلبته، وهو أخو ابن الأثير المؤرخ، وابن الأثير الكاتب رحمهم اللَّه، انظر: وفيات الأعيان، ٤/ ٧، وطبقات الشافعية، ٥/ ١٥٣، والأعلام، ٥/ ٢٧٢.
(٢) النهاية في غريب الأثر، ٣/ ٨٨.
(٣) محيي الدين أبو زكريا ير بن شرف الحوراني الشافعي النووي -نسبة إلى نوى وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ولد ٦٣١ هـ، كان إمامًا بارعًا حافظًا وحصورًا، أتقن علومًا شتى، وقَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال طلب العلم، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، أفردت ترجمته في رسائل عديدة، من أشهر مؤلفاته: تهذيب الأسماء واللغات، والمنهاج في شرح مسلم، الأذكار؛ رياض الصالحين، المجموع شرح المهذب؛ الأربعون النووية، توفي بنوى سنة ٦٧٦ هـ. انظر: معجم المؤلفين، عمر رضا كحاله، دمشق: المكتبة العربية، ط ١، ١٩٦١ م، ١٣/ ٢٠٢، وطبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين بن علي السبكي، تحقيق: د. محمود الطناحي، ود. عبد الفتاح الحلو، القاهرة: دار هجر، ط ٢، ١٤١٣ هـ، ٨/ ٢٢٥، وطبقات الشافعية، أحمد بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان، بيروت: عالم الكتب، ط ١، ١٤٠٧ هـ، ٢/ ١٥٣ - ١٥٤.
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم، يحيى بن شرف بن مري النووي، بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط ٢، ١٣٩٢ هـ، ١٧/ ١٨١.
(٥) فتح الباري، ٨/ ٦٦٣.

<<  <   >  >>