ثانيًا- انخفاض الضغط الجوي، في وسط الإعصار انخفاضًا غير مألوف ولا يعرف بالضبط مدى هذا الانخفاض، حيث إن الترنادو يزيل كل ما يكون في طريقه من معالم ويدمر كل شيء بما في ذلك أجهزة الرصد، ومن الغريب أنه بينما يدمر الترنادو جميع ما يقع في طريقه من معالم الحياة ومظاهر العمران، فإن هذا التدمير يقتصر عادة على شريط ضيق يزيد عرضه على قطر دائرة الترنادو نفسها، بينما يظل كل ما حولها سليمًا إلى حد كبير.
ويغلب أن ينشأ هذا النوع من الأعاصير على اليابس في فصل الربيع والصيف خصوصًا فيما بعد الظهر، وهو يتحرك عادة من الغرب إلى الشرق في خط مستقيم تقريبًا، وذلك بسرعة تتراوح ما بين ٢٠ و٤٠ عقدة في الساعة، ولكنه يتلاشى غالبًا بعد تحركه مسافة ٣٠ كيلو مترا فقط، وإذا مر هذا الإعصار على البحر فإن المياه تضطرب اضطرابًا شديدًا، وقد تخرج من سطح الماء نافورة يصل ارتفاعها أحيانًا إلى أكثر من ٥٠ مترًا وقطرها حوالي ٨ أمتار، كما يتدلى من السحاب مخروط طويل يمتد نحو الأرض شكل "٤٥" وظهور هذا المخروط يعتبر دائمًا نذيرًا باقتراب الترنادو، وهاتان الظاهرتان يكثر حدوثهما في خليج المكسيك.
وأكثر بلاد العالم تعرضًا لهذا النوع من الأعاصير هي الولايات المتحدة خصوصًا في حوض المسيسبي وهي تنشأ هنا نتيجة لتقابل تيارين من الهواء أحدهما حار رطب يهب من ناحية خليج المكسيك، والثاني بارد جاف يهب من ناحية الشمال.