قليلة من الأمطار في فصل الصيف، كما هي الحال في شرق أوروبا وغرب آسيا إلى الشمال والشرق من البحر الأسود، وأخيرًا نصل إلى الأقاليم الصحراوية التي تشغل مساحات واسعة في وسط آسيا.
وتختلف أمطار المناطق القارية عن أمطار السواحل الغربية في أنها تسقط غالبًا في نصف السنة الصيفي، أما فصل الشتاء فيكون قليل الأمطار أو جافًّا تمامًا، والسبب في ذلك هو أن اليابس يكون في فصل الشتاء مركزًا لضغط مرتفع مما يحول دون توغل الرياح الغربية والمنخفضات الجوية كثيرًا نحو الشرق، أما في فصل الصيف فيكون الضغط الجوي منخفضًا على اليابس ولهذا فإن الرياح والمنخفضات الجوية تستطيع التوغل لمسافات بعيدة نحو الشرق.
وثمة فرق آخر بين أمطار السواحل الغربية وأمطار المناطق القارية، هو أن الأولى كلها تقريبًا من نوع أمطار التضاريس وأمطار الجبهات. أما الثانية فإن نسبة كبيرة منها تكون من نوع أمطار التيارات الصاعدة، وذلك لأن هذه التيارات تنشط في فصل الصيف بسبب اشتداد حرارة سطح الأرض والهواء الملاصق له.
ويظهر النظام القاري للأمطار في معظم سهول أوروبا الوسطى والشرقية والسهول الوسطى لكندا والولايات المتحدة بسبب ضيق اليابس، ومن أمثلة ذلك سهول أستراليا الوسطى وهضبة بتاجونيا في أمريكا الجنوبية وبعض الأجزاء الداخلية من جنوب هضبة إفريقية الجنوبية.
٤- الأقاليم المعتدلة في شرق القارات:
تعتبر هذه الأقاليم من أكثر أقاليم العالم مطرًا بسبب موقعها المشرف على المحيطات الكبرى ومرور تيارات مائية دافئة بجوار شواطئ معظمها، وهي تقع في نفس العروض التي تقع فيها أقاليم البحر المتوسط وغرب أوروبا. ولكن بينما تسقط أمطار البحر المتوسط وغرب أوروبا بسبب الرياح الغربية والمنخفضات الجوية التي تظهر في نطاقها، فإن الأمطار الصيفية تسقط في الأقاليم الشرقية.