بعض الأقاليم المدارية التي تمتد إلى الشمال وإلى الجنوب منه مباشرة تمتاز بأن صيفها شديد الحرارة جدًّا وخصوصًا في داخل اليابس، حتى إنها كثيرًا ما تكون في هذا الفصل أشد حرارة من الأقاليم الاستوائية، وترجع هذه الظاهرة إلى عاملين رئيسيين هما:
أولًا: أن طول النهار يزداد في فصل الصيف كلما بعدنا عن خط الاستواء، فعند المدارين مثلًا يبلغ طول النهار حوالي ١٣.٥ ساعة في يوم ٢١ يونيو، أما عند خط الاستواء فلا يزيد طول النهار ولا ينقص بشكل ملموس عن ١٢ ساعة في جميع أيام السنة تقريبًا، ولهذا فإن ما تكسبه الأرض من حرارة الشمس في ساعات النهار في أثناء اليوم الواحد من أيام الصيف عند خط عرض ٣٠ مثلًا يفوق ما تكسبه عند حط الاستواء في أثناء النهار أيضًا في أي يوم من أيام السنة.
ثانيًا: أن ظروف المنطقة الاستوائية بما يغطي سطح الأرض فيها من غابات كثيفة ومسطحات مائية كثيرة وما يسقط بها من أمطار غزيرة مع كثرة السحب التي تحجب أشعة الشمس فترة من النهار كلها تقلل نوعًا ما من فعل هذه الأشعة في رفع درجة الحرارة.
وعندما نقارن المتوسطات الشهرية لدرجة الحرارة عند خط الاستواء بعضها ببعض نلاحظ أن مدى التغير السنوي لدرجة الحرارة صغير جدًّا فهو لا يزيد في المتوسط على ٣ درجات مئوية بل إنه يقل عن ذلك كثيرًا في المناطق الساحلية وخصوصًا في الجزر التي تخضع للمؤثرات البحرية، كما هي الحال في الجزر الكثيرة المتناثرة حول خط الاستواء في المحيط الهادي، ففي معظم هذه الجزر يغلب ألا يزيد الفرق بين أشد الشهور حرارة وأقلها حرارة على درجة واحدة.
أما المدى اليومي لدرجة الحرارة فإنه منخفض كذلك ولكنه يعتبر مرتفعًا إذا ما قورن بالمدى السنوي لها فهو يتراوح في متوسطه حول ٨ درجات مئوية راجع الجدول رقم "١٥".