لأن الرياح الشتوية التي تخرج من القارة إلى البحر تعمل على طردها بعيدًا عن اليابس.
ويظهر هذا النوع من المناخ في مناطق واسعة في شمال أوراسيا وكندا ولكن نظرًا لاتساع كتلة أوراسيا، فإن المناخ البارد فيها يكون أشد قسوة منه في كندا، ففي سيبيريا، نجد أن المعدل الشهري لدرجة الحرارة ينخفض في بعض المناطق إلى أقل من -٥٠ ْمئوية كما هي الحال في منطقة فرخويانسك التي يطلق عليها اسم قطب البرودة، أما في كندا فإن المعدل الشهري لا ينخفض عادة في أي منطقة من المناطق إلى أقل من -٣٠ ْمئوية.
ومن الطبيعي أن تتناقص درجة الحرارة وتشتد وطأة البرودة في فصل الشتاء كلما توغلنا في اليابس بعيدًا عن السواحل الغربية، ويمكننا أن نلاحظ ذلك إذا ما قارنا معدلات الحرارة في بعض المحطات الواقعة على خطوط عرض متقاربة فبينما نجد أن معدل درجة حرارة شهر يناير في مدينة برجن هو ٣ ْمئوية نجد أنه ينخفض إلى -٤ ْفي أوسلو و -٧ ْفي هلسنكي و٩ ْفي لننجراد و١٩ في توبولسك و٣٥ ْفي أوليكمنسك olekminsk. ويمكننا أن ندرك نفس هذه الحقيقة بطريقة أخرى إذا نظرنا إلى امتداد خط حرارة ٦ ْمئوية مثلًا لشهر يناير حيث نجد أنه يبدأ عند خط عرض ٧٠ ْشمالًا على ساحل النرويج ثم ينحني تدريجيًّا نحو الجنوب كلما اتجهنا نحو الشرق حتى يصل في سيبيريا إلى حوالي خط عرض ٤٥ ْشمالًا.
ولئن كان الشتاء شديد البرودة بهذا الشكل فإن الصيف يعتبر دافئًا أو معتدلًا بصفة عامة، حيث يزيد معدل شهر يوليو عن ٦٠ ْفي كثير من المناطق، ويكون الانتقال ما بين ظروف الصيف وظروف الشتاء فجائيًّا تقريبًا، ففي مدينة فرخويانسك مثلًا يرتفع معدل درجة الحرارة من -١٣ ْفي شهر إبريل إلى ٢ ْمئوية في أكتوبر، ومن الواضح أن المدى السنوي للحرارة يكون في هذا النوع القاري من المناخ أكبر منه على السواحل الغربية.