للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتختلف الحياة النباتية بسبب هذا الاختلاف في درجة الحرارة اختلافًا تامًّا في فصل الصيف عنها في فصل الشتاء، فبينما نجد أن الأرض تكون في فصل الصيف مكسوة بغطاء من الأعشاب والطحالب، نجد أنها تكون في الشتاء مغطاة بطبقة من الثلج.

أما أمطار هذا المناخ فأقل بكثير من أمطار المناخ البحري إذ إنها لا تزيد غالبًا على ٤٥ سنتيمترًا، وهي تتناقص تدريجيًّا كلما اتجهنا شرقًا حتى تكاد تنعدم في وسط آسيا الذي تشغله مناطق صحراوية وشبه صحراوية واسعة، ويكثر التساقط بصفة خاصة في نصف السنة الصيفي، أما في نصفها الشتوي فإن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة لا يسمح للهواء بحمل كميات كبيرة من بخار الماء، ومع ذلك فإن التساقط يكثر في هذا الفصل، ولكنه يكون عادة على شكل ثلج.

وتتأثر المناطق الداخلية من اليابس في بعض الأحيان بالمنخفضات الجوية التي تصل من ناحية الغرب مخترقة نطاق الضغط المرتفع الذي يكون متمركزًا على اليابس في فصل الشتاء، وتهب في مؤخرة هذه المنخفضات عواصف قطبية شديدة البرودة جدًّا، تبلغ سرعتها، ما بين ٧٥ و٩٠ كيلومترًا في الساعة، وتنخفض درجة الحرارة عند هبوبها بنحو ١٠ و١٥ درجة تحت درجة التجمد، هذه الرياح هي التي يطلق عليها في روسيا اسم البوران Buran، وفي كندا والولايات المتحدة اسم Blizzard وكثيرًا ما تكون هذه الرياح محملة بمقادير كبيرة من الثلج إما بشكل حبيبات دقيقة أو بشكل كرات صغيرة، ووجود هذا الثلج يزيد من غير شك من خطرها على الحياة.

وتختلف الحياة النباتية في المناخ السيبيري على حسب درجة الحرارة أولًا وعلى حسب كمية التساقط ثانيًا، فحيثما يزيد المعدل على ٢٥ سنتيمترًا تنمو غابات صنوبرية دائمة الخضرة، أما إذا قلت الأمطار عن ذلك فإن المظهر النباتي السائد يكون عبارة عن حشائش قصيرة العمر تنمو خلال فصل النمو

<<  <   >  >>