للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فِتْنَتُهُمْ): كفرهم، والمعنى: ثم لم تكن عاقبة كفرهم - الذي لزموه أعمارهم، وقاتلوا عليه وافتخروا به، وقالوا دين آبائنا- إلا جحوده والتبرؤ منه، والحلف على الانتفاء من التدين به. ويجوز أن يراد: ثم لم يكن جوابهم إلا أن قالوا فسمى فتنة، لأنه كذب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أو يقال لهم حين يحال بينهم وبينهم، كما تقول لمن ادعى أن له ناصراً ينصره، ويدفع عنه المكاره، وقد جاء لنصرته، فطمع في ذلك، فضربت الحيلولة بينه وبينه، ثم قلت: أين ناصرك الذي علقت به الرجاء؟ ادعه! لتريه تحسره وخيبته.

ومنه قول الشاعر:

كما أبرقت قوماً عطاشاً غمامة … فلما رأوها أقشعت وتجلت

لذلك قال: "علقوا بهم الرجاء فيها".

الوجه الأول حقيقة، والثاني مجاز، والثالث كالأول.

قوله: (لأنه كذب). يعني: إنما سمي الجواب فتنةً، لأن قولهم: {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {كان كذباً، والكذب سبب لإيقاع الإنسان في الفتنة وورطة الهلاك. فعلى هذا، قولهم: {واللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {مجرى على ظاهره. و"ثم" للتراخي في الرتبة.

يعني: أن جوابهم هذا أعظم في تصورهم من توبيخنا إياهم بقولنا: {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ {؟ وهذا هو الداعي إلى وضع الفتنة موضع الجواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>