للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويراد هو الذي خلقكم من نفس قصيّ، وجعل من جنسها زوجها عربية قرشيةً ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح السويّ جعلا له شركاء فيما آتاهما، حيث سميا أولادهما الأربعة بعبد منافٍ، وعبد العزى، وعبد قُصيٍّ، وعبد الدار، وجعل الضمير في (يُشْرِكُونَ) لهما ولأعقابهما الذين اقتدوا بهما في الشرك، وهذا تفسير حسنٌ لا إشكال فيه.

وقرئ: (شركاً)، أي: ذوي شرك، وهم الشركاء، أو أحدثا لله إشراكاً في الولد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف في "الفائق": "معنى البيت: تعالوا يا قصى، لنتعجب منكم فيما أغفلتموه من حظكم، وأضعتموه من عزكم، بعصيانكم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإلجائكم إياه إلى الخروج من بين أظهركم".

"ما": مبتدأ بمعنى الذي، والخبر: "من فخار"، و"لا يجازى": صفته، ويروى: "لا يبارى"، زوى فلان المال عن وارثه. والضمير في "به" لرسول الله صلي الله عليه وسلم، والباء للسببية. "لا يبارى"، من: باريت الرجل: إذا فعلت مثل فعله.

المعنى: تعالوا، يا لقصي، لتتعجب منكم من فوت أمرٍ عظيم، وفخارٍ لا يدرك، بسبب رحلة الرسول صلي الله عليه وسلم من عندكم.

قوله: (عبد قصي، وعبد الدار) أضاف قصي ولديه إلى صنميه: مناف والعزى، وواحداً إلى نفسه، وآخر إلى داره، وهي دار الندوة.

قوله: (وقرئ: "شركاً") بكسر الشين وسكون الراء: نافع وأبو بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>