للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (يا أيها الناس): نداء لهم، وهم الذين قيل فيهم (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ووصفوا بالاستعجال. وإنما أفحم المؤمنون وثوابهم ليغاظوا.

[(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)].

(مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) دليل بين على تغاير الرسول والنبي. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الأنبياء فقال «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا» قيل فكم الرسول منهم؟ قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا» «١». والفرق بينهما أن الرسول من الأنبياء: من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. والنبىّ غير الرسول: من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهم المشركون، من تكذيبهم واستهزائهم، ولا من قبل شياطين الجن وإلقائهم الوسوسة إليك، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

النهاية: "أنا النذير العُريان"، خص العُريان؛ لأنه أغربُ وأشنعُ عند المبصر، وذلك أن ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال، فإذا رأى العدو قد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه، ويبقى عرياناً.

قوله: (مئة ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفاً)، روينا في مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، عن أبي أمامة، قال أبو ذر: قلتُ: يا رسول اله، كم وفاءُ عدة الأنبياء عليهم السلام؟ قال: "مئة ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، الرسلُ من ذلك ثلاث مئة وخمسة عشر جما غفيراً".

قوله: (أن الرسول من الأنبياء عليهم السلام: من جمع إلى المعجزات الكتاب … والنبي … : من لم يُنزل عليه كتابٌ)، قال الإمامُ: الأولى أن من جاءه الملك ظاهراً، أو أمره بدعوة الخلقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>