أرادوا بالقوة: قوّة الأجساد وقوّة الآلات والعدد. وبالبأس: النجدة والبلاء في الحرب (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ) أي: هو موكول إليك، ونحن مطيعون لك، فمرينا بأمرك نطعك ولا نخالفك. كأنهم أشاروا عليها بالقتال. أو أرادوا: نحن من أبناء الحرب لا من أبناء الرأى والمشورة، وأنت ذات الرأى والتدبير، فانظرى ماذا ترين: نتبع رأيك.
لما أحست منهم الميل إلى المحاربة، رأت من الرأي الميل إلى الصلح والابتداء بما هو أحسن، ورتبت الجواب، فزيفت أولا ما ذكروه وأرتهم الخطأ فيه؛ بـ (إِنَّ الْمُلُوكَ
ابن السكيت: تمالؤوا على الأمر: اجتمعوا عليه وتعاونوا.
قوله: (قوة الأجساد وقوة الآلات)، الراغب: القوة تستعمل تارةً في معنى القدرة، قال تعالى:{خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[البقرة: ٦٣]، وتارةً للتهيؤ الموجود في الشيء، نحو أن يقال: النوى بالقوة نخلٌ، ويستعمل في البدن نحو:{وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}[فصلت: ١٥]، وفي القلب نحو:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}[مريم: ١٢]، وفي المعاون من خارجٍ نحو:{لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً}[هود: ٨٠]، وفي القدرة الإلهية نحو:{ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات: ٥٨]