للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحجر في شعب يصلى فيه، فقالوا: زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث، فنحن نفرغ منه ومن أهله قبل الثلاث، فخرجوا إلى الشعب وقالوا: إذا جاء يصلى قتلناه ثم رجعنا إلى أهله فقتلناهم، فبعث الله صخرة من الهضب «٢» حيالهم، فبادروا، فطبقت الصخرة عليهم فم الشعب. فلم يدر قومهم أين هم ولم يدروا ما فعل بقومهم، وعذب الله كلا منهم في مكانه، ونجى صالحا ومن معه. وقيل: جاءوا بالليل شاهري سيوفهم، وقد أرسل الله الملائكة ملء دار صالح فدمغوهم بالحجارة: يرون الحجارة ولا يرون راميا (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) استئناف. ومن قرأ بالفتح رفعه بدلا من العاقبة، أو خبر مبتدإ محذوف تقديره: هي تدميرهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهم لا يشعرون، بفعل من يريد مكروه صاحبه، ويزاول إيصال الضرر إليه وهو لا يشعر، وإنما اختار الاستعارة على المشاكلة، لقوله: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف: ١٠٧]، إذ لولاه لكان مشاكلةً، لقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: ٥٤].

قوله: (في شعب)، الشعب- بالكسر-: ما انفلج بين الجبلين، وقيل: الطريق في الجبل، والجمع: شعابٌ، وفي المثل: شغلت شعابي جدواي، أي: شغلت كثرة المؤونة عطائي عن الناس.

قوله: (من الهضب)، الهضبة: الجبل المنبسط على وجه الأرض، والجمع: هضابٌ، وهضبٌ. قاله الجوهري.

قوله: (من قرأ بالفتح)، الكوفيون: {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ}، بفتح الهمزة، والباقون: بكسرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>