للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم من مضطرّ يدعوه فلا يجاب؟ قلت، الإجابة موقوفة على أن يكون المدعوّ به مصلحة، ولهذا لا يحسن دعاء العبد إلا شارطا فيه المصلحة. وأما المضطر فمتناول للجنس مطلقا، يصلح لكله ولبعضه، فلا طريق إلى الجزم على أحدهما إلا بدليل، وقد قام الدليل على البعض؛ وهو الذي أجابته مصلحة، فبطل التناول على العموم. (خُلَفاءَ الْأَرْضِ) خلفاء فيها، وذلك توارثهم سكناها والتصرف فيها قرنا بعد قرن. أو أراد بالخلافة الملك والتسلط. وقرئ: (يذّكّرون) بالياء مع الإدغام. وبالتاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والمعنى: إذا حزبكم أمرٌ أو قارعةٌ من قوارع الدهر إلى أن تصيروا آيسين من الحياة، من يجيبكم على كشفها، ويجعلكم بعد ذلك تتصرفون في البلاد كالخلفاء {أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}؟ فلا يكون المضطرون عامًا، ولا الدعاء، فإنه مخصوصٌ بمثل قضية الفلك، وقد أجيبوا إليه في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} الآية [يونس: ٢٢].

وقوله: (إلا شارطًا)، استثناء مفرغٌ، أي: لا يحسن دعاء العبد كائنًا على حالٍ من الأحوال إلا هذه الحال. وعليه دعاء الاستخارة: "إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري" إلى قوله: "فيسره لي" الحديث.

قوله: (أو أراد بالخلافة الملك والتسلط)، الجوهري: الخليفة: السلطان الأعظم، وقد يؤنث، وأنشد الفراء:

أبوك خليفة ولدته أخرى … وأنت خليفةٌ ذاك الكمال

قوله: (وقرئ: "يذكرون" بالياء) أبو عمرو وهشام: بالياء التحتانية، والباقون: بالتاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>