للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذلك التوهم، هذا ما يقتضيه ظاهر كلام المصنف، ولكنه يشكل بما رواه البخاري ومسلمٌ والترمذي والنسائي عن أنسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" الحديث.

ووجهه القاضي: ثنى الضمير هاهنا إيماءً إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين، لأن كل واحدةٍ منهما وحدها ضائعةٌ لاغيةٌ، وأمر بالإفراد في حديث عديٍّ إشعارًا بأن كل واحدٍ من العصيانين مستقلٌ باستلزام الغواية، لأن العطف في تقدير التكرير، والأصل فيه الاستقلال في كل من المعطوفين في الحكم.

وقلت: يؤيد الأول قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١] حيث جعل متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبنيةً على محبة الله، وسببًا لمحبته تعالى.

والثاني قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه". أخرجه مالكٌ عن أنس بن مالكٍ.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: لا أعرفن الرجل منكم يأتيه الأمر من أمري، إما أمرت به أو نهيت عنه، وهو متكئٌ على أريكته فيقول: ما ندري ما هذا، عندنا كتاب الله، وليس هذا فيه، وما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما يخالف القرآن، وبالقرآن هداه الله". أخرجه رزينٌ عن أبي رافع،

<<  <  ج: ص:  >  >>