فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه أو فتترك وجهه كأنه كوكب درّى، وتكتب بين عينيه: مؤمن: وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه، فتفشو النكتة حتى يسودّ لها وجهه وتكتب بين عينيه: كافر. وروى: فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم، ثم تقول هم: يا فلان، أنت من أهل الجنة. ويا فلان، أنت من أهل النار.
وقرئ:(تَكلِمُهُم) من الكلم: وهو الجرح. والمراد به: الوسم بالعصا والخاتم. ويجوز أن يكون (تُكَلِمُهُمْ) من الكلم أيضا، على معنى التكثير. يقال: فلان مكلم، أي: مجرّح. ويجوز أن يستدل بالتخفيف على أنّ المراد بالتكليم: التجريح، كما فسر:(َّنُحَرِّقَنَّهُ)[طه: ٩٧]، بقراءة عليّ رضي الله عنه:"لَنَحرُقَنَّه"، وأن يستدل بقراءة أبىّ:"تُنَبِّئهُم".
والحديث من رواية الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصى موسى، فتحلو وجه المؤمن، وتحطم وجه الكافر، حتى إن أهل الخوان يجتمعون عليه، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر". وبقية الروايات الله أعلم بصحتها.
وفي نسخ "الكشاف": "فتجلو"، بالجيم، وكذا في "المطلع" و"المغرب": جلأ بالتحريك: إذا صار فيه التحلئ، على مفعل بالكسر: ما أفسده السكين من الجلد إذا قشر. تقول: حلأت الجلد، إذا قشرته، وأما "فتجلو" بالجيم غير مهموزٍ، فمن: جلوت السيف، جلاءً، أي: صقلته.
قوله: (كما فسر: {لَنُحَرِّقَنَّهُ}[طه: ٩٧]، وقد فسره في موضعه، قال: ذكر أبو علي في