هذا من باب اللفّ، وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينين الأوّلين بالقرينين الآخرين. لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيٍء واحد، مع إعانة اللفّ على الاتحاد. ويجوز أن يراد:(منامكم) في الزمانين، (وابتغاءكم) فيهما،
ومعنى قولِه:(مع إعانة اللَّفٍّ على الاتِّحادِ) هو أن اللَّف يُعين السامعَ على أن يَرُدَّ كلَّ واحد من القرينينِ إلى مآلهِ، ويَتَّحد به من النشر.
قوله:({مَنَامُكُم} في الزَّمانينِ {وَابْتِغَاؤُكُم} فيهما) فعلى هذا: لا يكون من باب اللَّفِّ، بل من المُقابلةِ، فحذَفَ في إحدى المتقابلينِ ما يُقابل الآخَر لدلالةِ التَّقابُلِ، قال:
عجبتُ لهم إذ يَقتُلونَ نُفوسَهم … ومقتَلُهم عندَ الوَغى كانَ أعذَرا