يقرأ لمعرفة القواعد، فينبغي للطالب أن لا يطلب عند قراءته الوجوه الدقيقة لئلا يعوقه عن إتمامه وعن فهم أصول مسائله.
وبعض الكتب يقرأ لتشحيذ الذهن فينبغي للطالب أن لا يطلب إتمامه بالدرس بل يطلب الغوص إلي أعماقه، وإعمال قوته الناظرة بدرك الوجوه الخفية، فإن قراءة كراس (موجز) منه إلي تمام سنة خير من قراءة جميعه إلي تمام السنة.
- ومنها أن بعض الطلبة يقصر درسه في أوائل زمان تحصيله على العلوم الآلية، أملاً تحصيل العلوم الشرعية في أواخر أوقات تحصيله، أو ناوياً تدريسه بدون التعلم، اعتماداً على قوة فهمه، لكن هذا من سوء التدبير ووساوس الغرور، لأن ما أخره إن كان من فروض العين، فذلك الطالب ذو رأي مهين وآثم في كل حين.
ترى بعض من وصل درسه إلي المنطق أو المناظرة لم يصحح أداء القرآن قدر ما تجوز به صلاته، ولم يعلم فرائض العقائد والأخلاق والطهارة والصلاة، فهذا مرتكب للكبيرة ومعدود من الفسقة فكيف يظفر بالبغية؟ وإن كان ما أخره من فروض الكفايات، فلا يأثم بتأخيره عند وجود القائم به، لكن لا يأمن أن يحدث غائق عن تحصيلها بعد تحصيل العلوم الآلية (فح).