الاعتقادية فقط، بل مباحث الجواهر والأعراض أيضاً كما تضمنتها مثل المقاصد والمواقف. وطلبة الزمان لما هجروا تعلم تمام علم الكلام واكتفوا عنه ببعض رسائل العقائد. طلبوا مباحث الجواهر والأعراض من كتب الفلسفة وغفلوا عن تحقيقات المتكلمين في المسائل العقلية، ينبغي للطالب الذكي بعد تحصيل ما ذكرناه هنا من الفنون أن يقرأ درس المطالعة على أهلها، على شريطة المباحثة وإيراد الأسئلة والأجوبة، فلو توقف ذلك على جعل سطر واحد درس يوم واحد أو يومين أو أيام، يفعله كذلك ولا يتعجل، لإتمام االنسخة، إذ ليس المقصود من قراءة كتاب المطالعة الإطلاع على القواعد بل تشحيذ الذهن.
وقد صادفت شرحاً موجزاً للكافية مشحوناً بالأسئلة والأجوبة الموجزة الدقيقة أظنه للتفتازاني، وقد يوجد في أحد وجهي ورقة واحدة عشرون سؤالاً وعشرون جواباً، وأري أنه أولى المؤلفات للمدارسة على شريطة المطالعة والمناظرة.
ثم أقول: طلب تشحيذ الخاطر وتحصيل ملكة المطالعة يكاد أن يكون فرض كفاية، فإن الأحمق يفسد الدين، لكن لا يجوز طلب ذلك بالاشتغال بالفنون المحرمة كالفلسفة، والتعمق في أدلة الكلام، لأن الخاطر يشحذ بالاشتعال ببعض نسخ الفنون الآلية والشرعية.
- ومنها أن بعض من يقرأ الكتب الدقيقة لتحصيل ملكة المطالعة يطيل قدر الدرس ويطلب إتمام النسخة، ولا يهتم بتدقيق النظر فيها، ومثل ذلك الطالب يرجع كما بدأ.
وبالجملة: إن غرض الطالب أمران:
- أحدهما معرفة قواعد الفنون. والآخر تشحيذ الذهن. وبعض الكتب