أو العكس، أو على بعض مقدمات الدليل وما يشبه ذلك مما شأنه أن يعرف بالتأمل (فح) يرجى الانكشاف بالنظر، ومراتب الناس فيه متفاوتة تفاوتاً عظيماً. وقد يطالع الطالب ما يرجي انكشافه لكن لا ينكشف فعليه (ح) أن يتبتل إلي ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل على الله توكلت. متجهاً بقلبه إليه مستمداً منه تعالى ويقول: رب زدني علماً سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. ويدعو بما استطاع، فإن لم ينكشف بعد ذلك يراجع إلي الشرح، وإياه أن ينظر إلي الشرح قبل اليأس من معرفة المتن، إذ من فعل قلما تحصل له ملكة المطالعة.
قال في الوصايا القدسية: يطالع متن الكتاب قبل الشرح مراراً فإن فهم كلمتين من المتن خير من فهم سطرين من الشرح، انتهى.
ثم اعلم أن الطالب لا يستعد للمطالعة بعد تحصيل اللغة والتصريف والنحو إلا بعد تحصيل المنطق والمناظرة والكلام والمعاني وأصول الفقه.
فينبغي للطالب أن لا يشرع في قراءة المؤلفات الدقيقة لتحصيل ملكة المطالعة إلا بعد تحصيل ما ذكرته من الفنون، ولا أريد بالكلام المسائل