للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذا درهماً فتقول لا أدري، فقال: آكل بقدر علمي ولو أكلت بقدر جهلي ما كفاني ما في الدنيا جميعاً.

- ومنها طول نظر الطالب فيما لا سبيل له إلي فهمه، نظر السُّلَحفاه إلي بيضها، وذلك إما بأن يكون متعلق نظره من اصطلاحات فن لم يعثر عليه، أو لغة لم يعرف معناها، فطول النظر فيه ونصب المرفق عليه لا ينتج شيئاً، بل طريق فهمه ليس إلا أن يستفسره عمن يعرفه، أو يراجع إلي كتاب يفسره ككتاب "تعريفات إصطلاحات الفنون" للسيد الشريف، وكتاب "الصحاح" للجوهري. وإما أن يكون متعلق نظره مجملاً يفسره ما بعده أو فسره ما قبله، وقد فاه درسه أو نسيه فلا يكاد ينكشف قبل العثور على مفسره، فينبغي للطالب إذا شرع في مقاله أن يلاحظها إلي منتهاها ملاحظة خفيفة، فيطلب معرفة معاني كلماتها وكيفية تركيبها، والإطلاع على تمام حاصل تلك المقالة إطلاعاً في الجملة، ثم يشرع في المطالعة العميقة والاستطلاع على الوجوه الدقيقة وإثارة الأسئلة والأجوبة. وإما أن يكون في متعلق نظره ساقط أو زائد أو محرف فطريق الانكشاف في مقابلة النسخة بنسخة مصححة، فيجب على الطالب أن لا يطالع الدرس إلا بعد المقابلة والتصحيح.

وإذا علمت هذا فأعلم أنه إنما يفيد التأمل في كلام استقر المراد به لضيق العبارة أو خفاء مرجع الإشارة أو بعد المتعلق أو تقديم ما حقه التأخير

<<  <   >  >>