احتراز عن الجسم التعليمي, وهو عبارة عن مقدار له ثلاثة أبعاد, طول وعرض وعمق, لأن ذا يبحث عنه في الهندسة والجسم الطبيعي: عبارة عما قام به ذلك المقدار. وجعل الغزالي الفلسفة في كتابه المسمى بـ "المنقذ من الضلال" ستة أقسام, وجعل الخامس السياسة, وهي بحث عن المصالح المتعلقة بالأمور الدنيوية والإيالة السلطانية. والسادس خُلقية - بضم الخاء المعجمة- وهي البحث عن الأخلاق. قال: وجمع كلامهم فيها يرجع إلى حصر أخلاق النفس وذكر جناسها وأنواعها وكيفية اكتساب فضائلها واجتناب رذائلها, وإنما أخذوها من كلام الصوفية المتألهين المثابرين على ذكر الله تعالى, ومخالفة النفس والهوى, ومزجوها بكلامهم توسلاً بالتجمل بها إلى ترويج باطلهم, ولقد كان في عصرهم جماعة من المتألهين أتباع الأنبياء, انتهى.
وذكر في المنقذ-الرياضيات- بدل الهندسة والحساب وهي أشمل لشمولها الهيئة. وقال في المنقذ: إن كلام الفلاسفة في الرياضيات برهاني, وفي الإلهيات تخميني, وقال فيه: وأما الإلهيات ففيها أكثر أغاليطهم. ومجموع ما غلطوا فيها يرجع إلى عشرين أصلاً يجب إكفارهم في ثلاثة منها, وتبديعهم في سبعة عشر, وقد أبطلنا جميعها في كتابنا المسمى: بـ "تهافت الفلاسفة". وأما الثلاثة: فقولهم بأن الأجسام لا تحشر, وأن الله تعالى لا يعلم الجزئيات بل الكليات فقط, وأن العالم قديم, إلى آخر ما قال ....