يقول العبد الفقير, وأشدّ ما يجب إكفارهم فيه قولهم بالعقول العشرة, وإسناد جميع المخلوقات إلى العقول العشرة, قالوا: إن الله تعالى لم يخلق إلا العقل الأول- لعنوا بما قالوا- فهم في قولهم بالعقول المذكورة أشد شركاً من عبدة الأوثان, إذ عبدة الأوثان لا يعتقدون للأوثان خلقاً وإيجاداً, وإنما يعتقدونها شفعاء عند الله فيعبدونها طمعاً في شفاعتهم.
وقال في المنقذ: لما كان كلام الفلاسفة في الرياضيات أموراً برهانية لا سبيل إلى جحدها, ربما يظن الناظر فيها أن كلامهم في الإلهيات كذلك فيعتقد بها ويكفر بالتقليد المحض. ولهذا ينبغي زجر كل من يشرع في الرياضيات عن الخوض فيها, وكل من يخوض فيها إلا وينخلع من الدين وينخلع من رأسه لجام التقوى. وقال فيها: وأما المنطقيات فليس فيها ما ينبغي أن ينكر, بل هو من جنس ما ذكره المتكلمون في مباحث النظر, وإنما يفارقونهم ببعض الاصطلاحات وبزيادة استقصاء الفلاسفة فيها, انتهى.
قوله: كلام الفلاسفة في الرياضيات برهاني, فيه نظر, لأن بعض