قال الغزالي في المنقذ: وجب الحكم بكفر أرستطاليس ومن قبله من الفلاسفة كأفلاطون وسقراط وغيرهم, وكفر متبعيهم من متفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي وأمثالهم.
إن قلت: منون أمثالهم؟ قلت: الذين يحبون الفلسفة ويخوضون فيها ويسمونها حكمة على طريق التعظيم, مثلما يعظمون علوم الشريعة ويعظمون الفلاسفة ويسمونهم الحكماء تعظيماً لهم كتعظيم مشايخ الدين أو كتعظيم النيين. ويفتخرون بما حصلوه من الفلسفة ويستجهلون من عري منها في علوم الشريعة. فورب السماء والأرض إن هؤلاء هم المتفلسفون الكفرة, وقد وجدت من أمثالهم في عصر أخي جلبي فقال فيهم في ديباجة حاشية كتاب صدر الشريعة: إن الفقه قلت الرغبة إليه عند المتفلسفين الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار, جهنم يصلونها وبئس القرار, انتهى.
يقول البائس الفقير, جامع هذه الرسالة: ولعل المتفلسفين في عصرنا أكثر منهم في عصره.
إن قلت: من أين له علم بأن ليس للمتفلسفين في الآخرة إلا النار؟ قلت: من قوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}[البقرة: ١٠٢][المراد مما يضرهم السحر] قال في