للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد علم الشَّارد والوارد ... والمستقيم الحال والمايد

أنِّي امرؤٌ نلت من النَّاصر الإمام حظًّا جدُّه صاعد

ما نال من هارون معشاره ... في عصره يحيى ولا خالد

أصبحت والعادل في ملكه ... مرتعنا في برِّه واحد

أراد بالعادل سيف الدين أبا بكر محمد بن أيوب بن شاذي -رضي الله عنه- وكان قد ... من الناصر لدين الله فتوه وشرَّفه.

شرِّف تشريفي ولكنَّه ... لم تأته الطَّرحة والكاغد

كلَّا ولا لمَّا تفتَّى بدا ... لعينه كفٌ ولا ساعد

وكنت منه إذ جرى ما جرى ... كقاب قوسين ولي شاهد

وقد تركت الكلَّ عن قدرةٍ ... والبعض لا يتركه واحد

علمًا بأنَّ الله باقٍ وما ... سواه فانٍ زائلٌ نافد

فكلُّ من أصبح لي لائمًا ... فذاك عندي المبغض الحاسد

وقال في فخر الدين /٥٤ ب/ أحمد بن محمد، وزير بغداد وقد بلغه على لسان قاضي القضاة ابن مقبل أنه ذكره في خدمة والده الوزير، وحرّضه على قضاء مهمه وإيصال رسمه إليه: [من البسيط]

ذخر الوزارة فخر الدِّين يا ملكًا ... سحاب راحته قد أخجل السُّحبا

يا منعمًا .... الأنواء نائله ... وظلَّ عن قاصديه الفخر محتجبا

يا من بدا لثمار الحمد مجتنيًا ... ومن غدا لصفات الذَّم مجتنبا

لو كلُّ جارحةٍ منِّي لها لغةٌ ... تثني عليك لما أدَّيت ما وجبا

وكنت أعجز عن إدراك الكبيرة ... مع أننَّي سيِّد المنشين والخطبا

وكيف يحصي خطيبٌ مصقعٌ لسنٌ ... بناء من لم يزل بالجود مكتسبا

مولاي يا كعبة الجود الحلال ومن ... له سماء عطاءٍ تمطر الذَّهبا

أنهى إليَّ عماد الدِّين غرسكم ... قاضي القضاة حديثًا هزَّني طربًا

معناه أنَّك حرَّضت الوزير على ... إنجاز وعدٍ له أمسيت مرتقبا

وقلت في ... كلّ صالحةٍ ... بها افتخاري إذا أصبحت منتسبا

<<  <  ج: ص:  >  >>