للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول في مديحها:

فتًى نهتدي عند الظَّلام بذكره ... كأنَّ اسمه في ظلمة اللَّيل كوكب

فإن يك في حرَّان قصَّر خاطري ... قديمًا فقد ينبو الحسام المجرَّب

ومنها:

فخذ هذه العذراء عذرًا وطالما ... تنصَّل من قبح الجريرة مذنب

عقيلة فكر عمرها بعض ليلةٍ ... إلى ربِّها يعزى البيان وينسب

فقد هاجها من حسن جاهك سالفٌ ... قريبٌ من العافي إلى العبد أقرب

وليس لنظمي فيه فضلٌ وإنَّما ... صفاتك مجد الدِّين تملي وأكتب

[٤٩٤]

عليُّ بن عثمان بن المجلّي /٦٠ أ/ بن عليٍّ، أبو الحسن الجزريُّ الواعظ، الشاعر المعروف بابن دنينة.

من أهل الجزيرة العمريّة.

أخبرني أنه ولد بها يوم الأثنين ثاني عشر المحرم سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. وختم الكتاب العزيز بها على أبي الحسن علي بن محمد بن الكزّاية.

أنفد عمره في السفر والتغرّب، وقطع البلاد جالس العلماء، وخالط الفضلاء ورأى الكبراء، واسترفد الملوك والأمراء. قرأ الوعظ على أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، وتفقه على الشيخ أبي طالب بن الخل على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وسمع الحديث على أبي الفتح محمد بن أحمد المندائي، فقال شعرًا كثيرًا.

شاهدته بمدينة إربل في شهر ربيع الأول سنة وعشرين وستمائة، فرأيته ذا محاضرة ومفاكهة؛ من أخف الناس روحًا، وأطيبهم مزاحًا. ثم رحل إلى البلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>