للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشامية، وخبرت أنَّه توفي ما بين القارة والنّبك من أرض دمشق سنة تسع وعشرين وستمائة.

أنشدني لنفسه: [من الكامل]

صوِّر لنفسك ما تراه غدًا ... بثراه جسمك عند مقبره

/٦٠ ب/ فالشَّيء يعلو لا بمنظره ... عند التَّفقُّد لا بمخبره

والمرء معتبرٌ بأصغره ... عند الحقائق لا بأكبره

ما ينفع الرَّاقي بلا قلبٍ ... ... يعظ الأنام علوُّ منبره

وأنشدني أيضًا من شعره: [من البسيط]

جدَّ التَّرحُّل عن أرض الجزيرة لي ... يومًا وخلَّف قلبي والمنى فيها

يبغي هوى أرض ميَّا فارقين وقد ... أيقنت أنَّ هوى قلبي منافيها

[٤٩٥]

عليُّ بن يونس بن سالم بن عليٍّ، أبو الحسن، المجلد الموصليُّ.

كانت ولادته -فيما أخبرني من لفظه- على مضي ثلاث ساعات من الليلة المسفرة عن صباح يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

كان والده يعرف بالصدر المجلد. وكان منجمًا يشار إليه في معرفة التنجيم؛ وأبو الحسن هذا ولده حفظ القرآن الكريم، ونظم الشعر، وله طبعٌ في عمله.

وهو شاب كيِّس، خفيف الروح، طيب المزاج، حسن الخلق، تام المروءة، حسن /٦١ أ/ العشرة؛ له مؤلفات لطيفة منها: "كتاب الجوهرة الفذَّة من جوامع اللَّذة".

أنشدني لنفسه يمدح المولى المالك الرحيم بدر الدنيا والدين عضد الإسلام والمسلمين تاج الملوك والسلاطين بهلوان جهان سيد الأمراء شرقًا وغربًا أبا الفاصل غرس أمير المؤمنين -ضاعف الله مجده وقرن التوفيق حله وعقده- ويصف داره

<<  <  ج: ص:  >  >>